Custom Search

السبت، 25 أغسطس 2012

حوّلي حياتك الزوجيّة ربيعاً مستمرّاً

مشاهدة الموضوع

حوّلي حياتك الزوجيّة ربيعاً مستمرّاً


بعد شهر العسل، تبدأ الزوابع في بعض البيوت ليودّع الزوجان نسمات الربيع قبل الأوان، خاصّة إذا فشلا في حلّ خلافاتهما في الوقت المناسب
وفي المقابل، هناك من ينجح في تحويل الزواج إلى ربيع مستمرّ حتى بعد الوصول إلى خريف العمر، لتصبح السعادة الزوجيّة حقيقة دائمة في كلّ فصول السنة... إلا أنّه كثيراً ما يتسرّب الملل إلى العلاقة الزوجيّة بعد شهور من الزواج، وتبدأ الخلافات الزوجيّة التي كثيراً ما تنتهي بالطلاق إذا لم يتوصّل الزوجان إلى لغة واحدة للحوار والمصارحة، و هي اللغة التي تعدّ أفضل طريقة لحلّ المشاكل الزوجيّة.
يشير خبراء العلاقات الزوجيّة إلى أنّ غرف النوم تعدّ مصدر سعادة للزوجين، لذا يجب أن يكون لها طابع خاص، فمهما كثر انشغال الزوجين، فحتماً سيلتقيان في غرفة النوم، التي يجب أن يغلب عليها الطابع الرومانسي ولغة الحوار المتبادل بينهما.
تنصح الدكتورة ريهان نصر، استشاريّة العلاقات الأسريّة بكلية التربيّة في جامعة الأزهر، أنّه يجب التدقيق في الاختيار من البداية، وأن تضع كلّ فتاة أولويات مطلوبة في شريك حياتها وتقسمها إلى 4 درجات: أوّلها الشيء الذي لا يمكن الاستغناء عنه في شريك حياتها، وهي مسألة نسبيّة من فتاة لأخرى، كأن يشترط أن يكون غنيّاً أو متديّناً أو حاصلاً على الدكتوراه. إضافة إلى صفات معيّنة، فإذا وجدتها الفتاة في الرجل الذي اختارته يكون هذا الأفضل، ولكن إن لم توجد هذه الصفات، فلا مانع، لأنّها تكون فعلاً غير مؤثّرة. هذا بالإضافة إلى صفات أخرى قد تحول دون الارتباط بين الشابّين، وهى نسبيّة أيضاً، كالبخل أو التدخين مثلاً...
أما عن الصفات الأقلّ أهميّة، فتؤكّد الدكتورة ريهان نصر، أنّ هناك صفات أقل  تأثيراً يفضّل عدم وجودها، لكن إن وجدت يمكن التعايش معها. وهذه الأسس تبقى ساريةً للرجل أيضاً الذي يجب عليه أن يضع ضمن أولوياته الصفات التي يريدها أن تكون في زوجته المستقبليّة.
وبالنسبة للمتزوّجين، تشير الدكتورة نصر إلى أنّه على كلّ طرف معرفة أنّ الحياة الزوجية ليست صراعاً أو معركة لا بدّ أن ينتصر فيها طرف على الآخر، لكنّها شركة مساهمة بينهما، وعلى كلّ طرف مراعاة ذلك.
المشاكل الدائمة
من جانبه، أكد د. أحمد عبد العزيز، استشاري الطب النفسي وعضو اتحاد الصحّة النفسيّة العالمي، أنّ المشاكل الدائمة في الحياة الزوجيّة تأتي بسبب انعدام الحوار والثقة والصراحة بين الزوجين، وهناك أسس لا بدّ من توافرها لنجاح الحوار، أوّلها اختيار الوقت المناسب لطرح موضوع ما. ثانياً أن ينحصر الحوار في الموضوع نفسه دون التطرّق إلى مواضيع أخرى لا تمسّ الموضوع الأساسي بشيء، بل قد تفتح الباب لإثارة مشاكل جديدة تفسد أي محاولة للتفاهم.
إضافة إلى تجنّب إقحام الآخرين في النزاع، خاصة إذا كان الحوار معقّداً، والحذر من تواجد الأطفال في مكان الحوار، وكذلك الخدم في حال وجودهم في المنزل.
كما يحذّر د. عبد العزيز، من تحوّل الحوار إلى عنف لفظي أو تجريح شخصي، داعياً إلى تجنّب التحقير والتسفيه، مضيفاً: «إنّ وجود الحبّ بين الزوجين يملأ حياتهما بالبهجة والسرور، لذلك لا بدّ من عودة الكلام الحلو وعبارات الإشادة والتعبير عن الحبّ إلى قاموس الأزواج».
التحرّر من الروتين
يقول د. أحمد شرف، الباحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعيّة والجنائيّة بالقاهرة: «للأسف يعتبر البعض الحبّ بين الزوجين نوعاً من الرفاهيّة، فى ظلّ تفاقم المشاكل الأسريّة والإقتصاديّة وانتشار البطالة والعنوسة وزيادة العنف، لدرجة أنّ الملل من الحياة الزوجيّة أصبح ظاهرة عامة وكابوساً يهدّد استقرار الزوجين، خاصة بعد مرور فترة طويلة على الارتباط، حيث تصبح الحياة بعدها روتينيّة، يعيشها الزوجان وكأنّهما يؤدّيان عملهما الوظيفي متجرّدين من أية مشاعر جميلة، ويفتقدان بذلك الدافع أو الهدف لحياتهما معاً. وهكذا تمضي الحياة ويتباعد الزوجان يوماً بعد يوم... لذا علينا إعادة النظر في أسلوب حياتنا الخاطئ، من الجري واللهاث وراء جمع المال، إلى الحرص على الحوار والتفاهم وتشجيع كلّ طرف الآخر وممارسة الهوايات والتفرّغ للجلوس مع الأبناء سويّاً، كما أنّ إيجاد حوار أسري، من شأنه التقريب بين أفراد العائلة».
التجديد ضروري
على الجانب الآخر، يؤكد أحمد المصرفاوي، استشاري العلاقات الأسريّة بكليّة التربية في جامعة القاهرة، أنّ التجديد ضروري في العلاقات الزوجية لمنع تسرّب الملل إلى الحياة الزوجيّة، ومن ثمّ حدوث الطلاق.
ويلفت المصرفاوي إلى ضرورة إدخال التجديد في أشياء صغيرة وبسيطة، مثل تغيير عادة ما لإرضاء الطرف الآخر، لعدم السماح بانهيار العلاقة الزوجيّة، خاصة وأنّ أشياء صغيرة رتيبة ومملّة قد تودي بعلاقة، وتفسدها.
كما يؤكد استشاري العلاقات الأسرية، أنّ المرونة في الرأي ضروريّة لإنعاش الحياة الزوجيّة. إذا كانت هذه المرونة غائبة، فسيغلب على العلاقة الزوجيّة طابع العناد والتصلّب في الرأي الذي يعطي لوناً قاتماً للحياة، يجعلها مملّةً لطرفي العلاقة.
ويؤكّد المصرفاوي أنّ الملل لا يعنى التقصير من قبل أحد الطرفين، وإنما مرور عدة سنوات على الزواج قد يؤدّي إليه، إلا أنّه في كثير من الأحيان يشعر الزوجان اللذان لم تتعدّى شهور على فترة زواجهما، بتسرّب الملل والروتين إلى حياتهما الزوجيّة أيضاً. وأفضل علاج للملل هو محاولة الزوجين التفكير فى أنشطة جديدة لممارستها سويّاً على سبيل التغيير والتجديد. بالإضافة إلى الحوار المباشر والتعبير بوضوح عن أسباب تسرّب الملل إلى الحياة الزوجيّة، ومحاولة إيجاد الحلول، دون إلقاء المسؤولية واللوم على طرف واحد، واعتباره سبب المشكلة.
ويشير إلى ضرورة إضفاء لمسة من الرومانسيّة على الحياة الزوجيّة وعلى العلاقة الحميمة، والتي تعتبر أوّل المشاكل التي تعترض الأزواج الجدد والقدامى، خاصة إذا تسرّب إليها الملل والروتين.
ولا بدّ من التجديد فيها، خاصة وأنّ العلاقة الزوجيّة بعد سنّ الأربعين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالة النفسيّة، فالقدرة على ممارسة علاقة زوجيّة طبيعيّة دون قصور، تؤثر في درجة الرضا النفسي والجسدي، وتنعكس على علاقة الزوجين الحميمة.
ويتابع المصرفاوى أنّ غرفة النوم تعدّ مصدر سعادة الزوجين، لذا يجب أن يكون لها طابع خاص. فمهما كثر انشغال الزوجين، فحتمًا سيلتقيان في غرفة النوم، وكأنّ هذه الغرفة محطّة يتزوّد منها الزوجان لينطلقا لأعمالهما. لذا يجب أن تكون الغرفة مزوّدة بأثاث يغلب عليه الطابع الرومانسي ورائحة العطور ونوعيّة الإضاءة والألوان والزهور، والابتعاد قدر الإمكان عن وضع التلفزيون داخل غرفة النوم، الذي قد يشدّ اهتمام الزوجين ويبعدهما عن إقامة حوار صحّي ومتبادل، يشجع على إقامة علاقة حميمة ممتعة تعتبر مصدراً للسعادة، وكسراً للروتين. لذا يجب على الزوجين تجنّب الصمت داخل غرفة النوم، مع العلم أنّ الحوار قبل النوم يزرع الورد على الوسائد، ويمهّد لحصاده...

0 التعليقات:

إرسال تعليق